تأمين سيارتك- قصة خسائر الإهمال وفوائد الالتزام.
المؤلف: عقل العقل11.13.2025

إن قصصًا وحكايات الإخفاق في التأمين على السيارات تتنوع بين الأسى على الأرواح المهدرة والخسائر المالية الفادحة، وقد تجسدت هذه المأساة في تجربتي الشخصية قبل أسابيع معدودة. تجاهلتُ حينها رسائل التنبيه المتكررة من إدارة المرور، وشركة نجم، وحتى من شركة التأمين التي وثقت بها في العام المنصرم. كان الدافع هو البحث عن بديل أرخص، إلا أنني تهاونت في تجديد وثيقة التأمين الخاصة بمركبتي، وعندما عزمت على ذلك، اكتشفتُ أنني قد فقدت ميزة الخصم التي كانت تمنحني إياها شركة التأمين السابقة. إننا في غفلة عن أهمية بناء علاقة وطيدة مع شركات التأمين، والحفاظ على سجل تأميني نظيف قدر الإمكان، الأمر الذي يتيح لنا الاستفادة من الخصومات المستحقة عند التجديد.
في حالتي المؤسفة، شاء القدر أن أتلقى مخالفة مرورية بسبب عدم وجود تأمين سارٍ المفعول. يبدو أن إدارة المرور تتعامل بحزم مع هذه المخالفة، مستخدمةً أحدث التقنيات لكشفها. ويا لسخرية الأقدار، فبعد أيام قليلة تعرضتُ لحادث مروري مؤسف، وتكبدتُ خسائر مالية مضاعفة، تفوق قيمة التأمين الذي كان من المفترض أن أسدده في وقته، عندما كانت رسائل التذكير تنهال عليّ من كل حدب وصوب.
إن إهمال التأمين على سياراتنا ينطوي على مخاطر جمة، أبرزها الخسائر المادية الهائلة التي قد تجرنا إلى دوامة الديون، فضلاً عن تعكير صفو حياتنا وهدوئنا. ولكن هذا لا يعني بأي حال من الأحوال أن وثيقة التأمين تبرر القيادة المتهورة، أو الاستهانة بالسلامة المرورية وحقوق الآخرين على الطريق. إن من يطالع الإحصائيات المروعة عن الخسائر البشرية والمادية الناجمة عن الحوادث المرورية، يدرك حجم الكارثة وتأثيرها المدمر على الاقتصاد الوطني والمجتمع بأكمله. فالخسائر البشرية، من وفيات وإصابات بليغة، هي الأشد وطأة، وإن كنا نشهد تحسنًا ملحوظًا في هذا المجال، حيث انخفضت نسبة الوفيات والإصابات إلى 50% مقارنة بالسنوات الماضية، وفقًا لآخر تقرير صادر عن منظمة الصحة العالمية.
بناءً على تجربتي المريرة في إهمال تجديد التأمين على مركبتي، أهيب بالجميع أن لا ينتظروا وقوع الحوادث الأليمة لتذكرهم بأهمية التأمين أو تجديده. فالخسائر المادية التي قد تنتج عن ذلك لا يمكن تداركها بأي حال من الأحوال، وقد تجرنا إلى دوامة لا تنتهي من الخسائر المادية والمعنوية، وتحرمنا من ميزات الخصم على وثائق التأمين المستقبلية. من ناحية أخرى، فإن الالتزام بالقوانين والأنظمة المرورية يكفل لنا الحماية ولعائلاتنا وللآخرين في حال وقوع أي مكروه لا قدر الله.
ختامًا، أؤكد أن التأمين على مركبتك هو صمام أمان لأموالك وراحة بالك. فنمط الحياة المعاصر يتطلب منا الالتزام بهذه الأمور الجوهرية. ولن أتطرق هنا إلى قطاع التأمين وأهميته البالغة ومساهمته الفعالة في دعم الاقتصاد الوطني، فهذه قصة أخرى تستحق أن تُروى في مناسبة منفصلة.
